أمضى قائد الجيش البنجلاديشي، وقر الزمان، نحو أربعة عقود للوصول إلى رأس المؤسسة العسكرية، وأعلن أنه سيتولى المسؤولية كاملة بعد استقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة وفرارها من البلاد.
وقال وقر إن حسينة (76 عاماً) استقالت والجيش سيشكّل حكومة مؤقتة، وأضاف الضابط في قوة المشاة في خطاب للأمة بثّه التلفزيون الرسمي: أعدكم بأنه سيتم التعامل مع جميع المظالم، رغم أنه ما زال غير واضح إن كان سيرأس الحكومة الجديدة. وإن البلد عانى كثيراً، والاقتصاد تضرر، وقُتل عدد كبير من الناس. حان الوقت لوقف العنف.
تم تعيين الضابط قائداً للجيش في يونيو، علماً أن حسينة وثقت به بفضل صلة القرابة البعيدة التي تربطهما. وعمل الجندي المخضرم ضمن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وفي مكتب حسينة. وكان والد زوجته قائداً للجيش في أولى ولايات حسينة الخمس كرئيسة للوزراء من عام 1996 حتى 2001.
وأعلن الجيش حالة الطوارئ في يناير 2007 بعد اضطرابات واسعة النطاق، وعيّن حكومة تصريف أعمال لمدة عامين.
حكمت حسينة بعد ذلك بنجلاديش من عام 2009 وفازت في رابع انتخابات على التوالي في يناير بعد اقتراع جرى في غياب معارضة حقيقية. ومع اقتحام متظاهرين قصر حسينة وهربها في مروحية، قال وقر إنه سيجري محادثات مع الرئيس لتشكيل حكومة. وتعهّد أن تعمد السلطات الجديدة إلى ملاحقة جميع القتلة بعد أسابيع من الاحتجاجات الدامية.
وتم نشر الجيش في الشوارع لسحق الاحتجاجات الشهر الماضي، لكنه بدّل موقفه الأحد وسمح بمواصلة المظاهرات في حالات عدة. وأفاد وقر بأنه أجرى محادثات مع أحزاب رئيسية في المعارضة وأفراد في المجتمع المدني، لكن ليس مع رابطة عوامي؛ حزب حسينة. وسنؤسس جميعنا معاً مستقبلاً رائعاً... إذا عملنا معاً، يمكننا تحقيق نتيجة مواتية.
ودعا خريج أكاديمية بنجلاديش العسكرية الذي عمل مرّتين ضمن قوة حفظ السلام الأممية في أنجولا وليبيريا، إلى وقف الاحتجاجات المتواصلة منذ أسابيع. وقُتل 300 شخص على الأقل في الاضطرابات. وقال: إذا تحسّن الوضع، فلا حاجة للطوارئ. وناشد وقر طلاب الجامعة الذين أطلقوا المظاهرات أول مرة مطلع يوليو دعم الجيش. وتحوّلت الاحتجاجات التي بدأت ضد قواعد التعيين في الوظائف الحكومية إلى مطالبات لحسينة بمغادرة منصبها. وتتمثّل مهمة الطلبة الآن بالمحافظة على الهدوء ومساعدتنا.
وتلقى وقر الذي يقول الإعلام البنجلاديشي إن عمره 57 أو 58 عاماً، تدريباً عسكرياً في بريطانيا. ويحمل درجة الماجستير في الدراسات الدفاعية من جامعة بنجلاديش الوطنية وكينجز كوليدج في لندن، وهو متزوج ووالد لابنتين. وتم تفويضه عام 1985، وهو حالياً أيضاً مدرّب في كلية الجيش للمشاة والتكتيكات، وفي معهد بنجلاديش لعمليات دعم السلام.