أجري موقع إيدنيوز الإخباري حوارًا مع الخبير السياسي المعروف علي موسي إبراهيموف، وتناول الحوار عددًا من القضايا السياسية الساخنة.
وهذا هو النص الحوار:
تجري حاليا العديد من العمليات في جنوب القوقاز حيث بدأت قوات حفظ السلام الروسية بالانسحاب من قراباغ، في رأيكم ما تأثير هذا علي المنطقة؟
كان انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من أذربيجان غير متوقع وكان الجميع ينتظر عام 2025. وحقيقة أن روسيا اتخذت هذه الخطوة قبل الموعد النهائي وفاجأت بعض القوى في المنطقة وخارجها. لأن القوى المناهضة لأذربيجان لم تتمكن بعد من إعداد الشائعات اللازمة لاستخدام انسحاب قوات حفظ السلام ضد أذربيجان. وهذا لأن القوى المنتقدة لكل خطوة تقوم بها أذربيجان قد قيمت وجود المجرمين الروس في قراباغ على أنه وجود قاعدة روسية في أذربيجان تقريبًا. والآن تغادر قوات حفظ السلام المنطقة بالفعل، لذلك فإنهم بحاجة إلي قصص وأكاذيب جديدة لاستخدامها ضد أذربيجان. الأرمن والقوات الأجنبية التي تقف خلفها يسعون إلي هذا تحديدًا الآن حيث أن إحدى هذه الأكاذيب تقول إن قوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي ستأتي إلى أذربيجان.
كيف سيؤثر رحيل قوات حفظ السلام من قراباغ على العلاقات الأذربيجانية الروسية؟
أذربيجان متأكدة من أن لديها القدرة على عدم السماح لأي قوة بدخول أراضيها، ولهذا السبب تغادر قوات حفظ السلام الروسية المنطقة. إذا كان هناك احتمال ولو بسيط لقدوم قوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي إلى أذربيجان. لذا أعتقد أنه من المستحيل جلب قوات أي دولة أو منظمة إلى أذربيجان تحت أي مسمي. إن مغادرة قوات حفظ السلام الروسية من أراضي أذربيجان يعني فتح صفحة جديدة في العلاقات الأذربيجانية الروسية، الأمر الذي ألمح إليه الرئيس علييف خلال اجتماعه مع نظيره الروسي بوتين.
كيف تقيمون موافقة أرمينيا علي إعادة القري الأربع من مدينة قزاخ إلي أذربيجان؟
تعتبر عودة القري الاربع إلي أذربيجان بمثابة الخطوة التالية نحو استعادة وحدة أراضي أذربيجان لأنه لا يزال أمامنا عمل كثير لنقوم به وما زال أمامنا طريق طويل لنقطعه قبل أن نأخذ الخطوة الأخيرة. إن حقيقة إخلاء أرمينيا لأراضينا بإرادتها، دون اللجوء إلى السلاح، يدل علي أن تحقيق النتائج من خلال المفاوضات أمر ممكن. لكن لسوء الحظ، لقي الكثير من الجانبين حتفهم في سبيل ذلك. ويمكن أيضا اعتبار عودة هذه القرى بمثابة مساهمة في حل الصراع الإقليمي الخطير في أذربيجان ومن ثم فتح الطريق نحو الأهداف المستقبلية. وتنتظر أذربيجان ربط ناخيتشيوان مع أذربيجان برا. هناك حاجة إلى وسائل جديدة لتوثيق العلاقات بين العالم التركي. كل هذه الخطوات ستقربنا من انتصارات أكبر.
هل سيتم التوصل إلى اتفاق السلام المتوقع هذا العام؟
الأحداث التي وقعت بين أذربيجان وأرمينيا في الأشهر الأخيرة والاتفاقات التي تم التوصل إليها والمفاوضات والمناقشات تقربنا خطوة بخطوة نحو السلام. ولكن لا تزال هناك قضايا خطيرة للغاية يتعين حلها أولا، مثل تعديل دستور أرمينيا وتدشين ممر زانجازور وترسيم الحدود بين البلدين الأمر الذي لن يتم قبل نهاية العام. لكن الآمال بأن يتم التوقيع على اتفاق السلام العام المقبل أمر يبعث على السرور وينبغي اعتباره خطوة إلى الأمام. ولا يتوقع أحد أن تتحول 30 سنة من العداء إلى صداقة في عام أو عامين. الأمر المتوقع هو منع الحرب وعقد الاجتماعات.
الوضع في الشرق الأوسط لا يزال متوترا. ولأول مرة، هاجمت إيران إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة عبر أراضيها. وقامت إسرائيل بالرد بقصف بعض الأهداف في مدينة أصفهان. وفي الوقت نفسه، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة. كيف يمكنكم تقييم الأحداث في الشرق الأوسط؟
الأحداث التي تجري في الشرق الأوسط كانت واردة لمدة 6 أشهر. وبالنسبة لإسرائيل، تعتبر العمليات التي تجري حول إيران أيضًا أحداثًا خطيرة تهدد أمن العالم. أحيانا أجد صعوبة في تحديد الصراع الأكثر خطورة على البشرية. الولايات المتحدة وإيران، على عكس إسرائيل، غير مهتمتين بشن حرب كبرى في الشرق الأوسط. من جانبها قررت إسرائيل أخيراً الاستماع إلى الولايات المتحدة. لكن هذا لا يعني أنها ستوقف الحرب لقد منحت الأحداث الأخيرة كلاً من إيران وإسرائيل الفرصة لمراجعة قواتهما العسكرية. إنهم يعيدون تقييم الأسلحة الموجودة في ترسانتهم ومن الصعب تحديد متى سيحدث تبادل إطلاق النار مجددًا.
هل هناك احتمال نشوب حربًا عالمية ثالثة؟
أنا من بين السياسيين الذين يعتقدون أن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت بالفعل وأولئك الذين يزعمون أن الحرب العالمية الثالثة لم تبدأ يستخدمون هذا العامل لإخافة الجمهور والقول بأن الأسلحة النووية يجب أن تستخدم في الحرب العالمية الثالثة. لأنهم يعتقدون أنه إذا لم يتم إطلاق سلاح نووي، فإن الحرب العالمية الثالثة لم تبدأ. لكن ما يقرب من نصف دول العالم حاليا أنا لا أعتبر مثل هذا النهج منطقيا. وبعد انتهاء هذه الحروب، ستعترف الأطراف التي حرضت على الحرب وشنتها، بأن الحرب العالمية الثانية حدثت وانتهت.
ترجمة: لقمان يونس
